تمتلك مدينة العمارة العديد من المقومات التي تجعلها واحدة من اجمل المدن العراقية، منها تعدد انهارها المتفرعة من نهر دجلة الذي يشطر المدينة الى صوبين وكثرة مساحاتها الخضراء وشكلت بمجموعها عوامل اهلت المدينة لحصولها على صديات واسعة في سنين مضت خصوصا بعد عام 2003 ولكن التلكؤ كان له موقف في الآونة الاخيرة.
شارع كورنيش العمارة، او ما يسمى شارع كورنيش حي القاهرة، احد اهم الشوارع التي حظيت باهتمام واسع وحققت شهرة على المستوى الوطني بعد احرازه لقب اجمل شارع في العراق عام 2012 في مسابقة أجمل شارع التي أقامتها وزارة الدولة لشؤون المحافظات برعاية الأمانة العامة لمجلس الوزراء وحسب معايير علمية وفنية لاختيار أجمل شارع حددها خبراء معماريون وفنانون تشكيليون وخبراء زراعيون وكذلك خبراء من المرور العامة.
وبعد ان حقق شارع كورنيش القاهرة المطل على نهر دجلة والمقابل لأحياء القاهرة والاسكان وصولا الى الشبانة ذلك اللقب اخذ يفقد بريقه رويدا وظهرت علامات قلة الاهتمام تزحف على مرافئه الى ان تحول الى شارع عادي لا يمتلك من مقومات الجمال سوى ذكريات لقبه.
الاعتناء بالشارع مرة أخرى وتوفير كوادر خدمية تعمل فيه على مدار الساعة
وبين نائب رئيس لجنة الخدمات في مجلس محافظة ميسان السابق محمد جاسم في تصريح اعلامي أن “شارع كورنيش العمارة يمثل أحد أهم الشوارع في العراق وقد تم اختياره سابقاً كأفضل وأجمل وأنظف شارع في البلاد بعد صرف أموال طائلة لإعماره إلا أنه بات مكبّاً للنفايات في الوقت الراهن”.
وعلل آخرون السبب في عدم وجود الرقابة حيث “اغلب المشاريع في المحافظة لم تخضع للرقابة حين انشائها مما جعلها تتهالك بعد مرور مدة من الزمن وان كورنيش العمارة وبالرغم من تسليط الأضواء عليه في الاعلام بشكل غير مسبوق باختياره الشارع الأول في العراق لكنه اليوم بات لا يليق بالاسم الذي اطلق عليه”. بحسب ما قاله عضو مجلس المحافظة السابق سرحان الغالبي في تصريح اعلامي عام 2016
.
وعلى الرغم من تعدد النصب الفنية في الشارع، منها نصب عالم الفيزياء الميساني الدكتور عبد الجبار عبد الله وجدار الشهداء وجدار فولكلور مدينة العمارة، بالاضافة الى بناء اكبر فنادق الاستثمار فيه متمثلا بفندق الكورميك ومجموعة من الدوائر الحكومية، كما كان وما زال مقصدا للعديد من عوائل المحافظة لوجود احد المتنزهات العائلية على احد جانبيه، الا انه يعاني من عدة مظاهر سلبية اهمها قلة الاهتمام وتجمع النفايات وقلة الانارة وتهالك الارصفة وتراكم الاتربة فوقها وعدم الاهتمام بحدائق الشارع وغيرها.
جهات معنية لم تصرح باسمها عزت سبب تردي واقع شارع الكورنيش الى انعدام المتابعة وبينت تلك الجهات في
أن “انعدام متابعة دائرة البلدية والدوائر الخدمية الاخرى احد اسباب تردي واقع شارع الكورنيش كون تلك الدوائر مسؤولة عن صيانة وادامة الشارع ليستمر بريقه ومكانته في المدينة”.
المصدر: المدى
