اخبار العراق

الأكثر شعبية على المائدة العراقية.. أرز العنبر في مهب الجفاف

المدى/ علي الحمداني

يشكو قاسم نعمة (58 عاماً)، من تقلص مساحات زراعة أرز العنبر (الشلب)، إلى الحد الذي لا يسد متطلبات العيش، إلى جانب تقليص الخطة الزراعية الصيفية والشتوية للمحاصيل الأخرى، ما يهدد بهجرة الفلاحين إلى مناطق أخرى بحثاً عن وظائف جديدة.

نعمة يسكن في منطقة أم عباسيات بقضاء الكوفة شمالي محافظة النجف، ويملك أرضاً زراعية تقدر بـ700 دونم، وكان نعمة يزرع فيها أجود أنواع الأرز، منها العنبر والخضراوي والياريت والياسمين، إلى جانب محاصيل أخرى تمثل مصدر رزقه الوحيد.

يقول نعمة لـ(المدى)، إن «وزارة الزراعة منعت زراعة محاصيل الأرز، وقررت الإبقاء على مساحة صغيرة لا تكفي لكسب لقمة العيش، ما دفع العديد من المزارعين إلى ترك الريف والنزوح إلى المدن بسبب هذه الإجراءات».

وتسببت قلّة الواردات المائية من دول الجوار إلى جانب التغيرات المناخية، بانخفاض مناسيب الأنهار إلى الحد الذي أثر على القطاع الزراعي والثروة الحيوانية، بحسب النائب الأول لرئيس لجنة الزراعة والمياه والأهوار النيابية، زوزان علي صالح.

وتوضح صالح في حديث لـ(المدى)، «إذ تقلّصت المساحات الصالحة للزراعة إلى نسبة 60 بالمائة، ما أثرّ على زراعة الكثير من المحاصيل، منها محصول أرز العنبر الذي يستهلك الكثير من المياه، لذلك قررت وزارتي الموارد المائية والزراعة تقليص مساحات زراعته».

وتؤكد، أن «أرز العنبر يعد من الأطباق الرئيسية الحاضرة على كل موائد العائلات العراقية، ومصدر رزق للكثير من الأسر التي تعتمد على زراعته في محافظات الوسط والجنوب».

وبناءً على ذلك، «ينبغي وضع حلول جذرية لهذه التحديات وإنقاذ الزراعة والثروة الحيوانية من هذا الموت البطيء، وتوفير الدعم للفلاحين والمزارعين، وتعويضهم عن خسائرهم، جرّاء تقليص الخطة الزراعية»، وفق صالح.

من جهته، يبيّن أمين سر اتحاد الجمعيات الفلاحية في البصرة، توفيق علي مزيد، أن وزارتي الزراعة والموارد المائية اتفقتا على منع زراعة أرز العنبر (الشلب) في محافظات الفرات الأوسط والجنوبية للموسم الثاني على التوالي، بسبب شحة المياه».

ويضيف مزيد لـ(المدى) أن «وزارة الزراعة سمحت بزراعة مساحة لا تتعدى 3 آلاف دوانم بهدف المحافظة على بذور الشلب من الانقراض، وخاصة العنبر».

ويؤكد، أن «تقليص مساحة زراعة الشلب تسبب بخسائر كبيرة للفلاحين والمزارعين، خاصة في محافظات الفرات الأوسط، ما اضطرهم إلى ترك أراضيهم الزراعية والهجرة إلى المدنية».

وينوه إلى أن «الشح المائي جعل وزارتي الزراعة والموارد المائية تقلصان الخطة الزراعية إلى النصف في عموم العراق، مع استخدام تقنيات الريّ الحديثة، أي نظام الريّ المحوري والثابت والتنقيط».

من جهته، يوضح الخبير في مجال المياه، تحسين الموسوي، أن «الأرز بصورة عامة يحتاج الى كميات كبيرة من المياه، في وقت لا يزال يتعامل العراق بالطرق الكلاسيكية القديمة بعملية السقي».

ويضيف «كما تم تقليص مساحة زراعة المحاصيل الشتوية والتي هي تستهلك كميات مياه قليلة، فكيف الحال مع المحاصيل الصيفية التي تستهلك مياهاً كثيرة؟، في ظل الخشية من ارتفاع التصحر وانحسار المساحات الزراعية».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى