القفطان المغربي.. سيرة لباس تقليدي فاخر

يتربع القفطان على عرش الأزياء التقليدية في المغرب، وإن كان هذا اللباس التراثي يوجد بأشكال مختلفة في عدة دول مغاربية، ما جعل أصوله موضوعا مثيرا للتفاعل والنقاش أحيانا، رغم أن منظمة “الإيسيسكو” نسبت فنون ومهارات القفطان للمغرب.
ويعد القفطان لباسا تقليديا فاخرا، يتميز بجماليته وتصاميمه اللافتة والأنيقة، ترتديه النساء في المغرب عادة بالمناسبات والأمسيات الاحتفالية والأعراس، بعدما كان رداء للسلاطين والملوك المغاربة عبر العصور.
وتذكر مدونة ثقافة المغرب، أن أصول القفطان تعود إلى عهد الدولة المُوَحّدية المغربية في القرن 12، ليتم توارثه بين المغاربة إلى يومنا هذا، ناقلة عن الباحثة التركية، مفيدة عبدالنور، صاحبة كتاب “التطور التاريخي للباس القفطان”، نفيها أي أصل يربط هذا اللباس التقليدي بالعثمانيين.
ويرى المؤرخ المتخصص في اللباس التقليدي المغربي، محمد بوسلام، أن القفطان لباس أصله من المشرق، لكنه تطور وبلغ أوجه في الخياطة والتنميق والتحديق في الغرب الإسلامي، حيث كان لباس الأبهة والأفراح والمناسبات في الأندلس لعدة قرون.
وأوضح بوسلام في تصريحه لـ”إرم نيوز”، أن هذا اللباس التقليدي المنتشر اليوم في المغرب، وجد مستقرا له في مدن طنجة وتطوان وفاس والرباط وغيرها.
وقال المؤرخ المغربي: “لقد تنافس الصّناع في فاس وتطوان على الابتكار فيه حتى جعلوه من أرفع القطع اللّباسية المغربية، ثم ذاع صيته في باقي بلدان العالم الإسلامي، وكان التجار الأجانب يسمونه” القفطان المغربي” نظرا لبهائه وتميزه عن القطع المماثلة له في بلدانهم دون الوصول إلى مستواه الرفيع.
وأضاف المتحدث ذاته، أنه وإن كان القفطان مشرقي المولد فهو مغربي التنشئة والشأن العظيم، فأصبح عند النساء مع البلغة الصفراء اللون، إلى جانب الجلباب الأبيض والطربوش الأحمر عند الرجال، رمزا للزي المغربي في المحافل الوطنية والدولية.
ومن جهتها، أفادت المصممة المتخصصة في الزي التقليدي، أسماء محو، أن الشهرة الكبيرة للقفطان اليوم يعزى إلى التجديد الذي لحقه وطرأت نسبيا على تصاميمه، حتى صار اليوم من الأزياء العالمية الفاخرة للمناسبات، خصوصا أنه لفت اهتمام الكثير من المشاهير.
وقالت المصممة في حديثها لـ”إرم نيوز”، إن القفطان المغربي عرف تجديدا بالمزج بين الأصالة والمعاصرة على عدة مستويات؛ بداية من الفِصالة، ومرورا بالزخرفات (معروفة محليا بزواق المعلم)، إلى جانب أنواع الطّرز.
ولفتت نفس المتحدثة، أن القفطان المغربي يتدخل في صناعته أيادي العديد من الحِرَفيّين المهرة، ويسمون محليا بـ”المعلم”، ويمر في إنجازه بمراحل كثيرة؛ ابتداء من اختيار الثوب المناسب وتفصيله، وتجهيز “العقاد” و”السفيفة”، اللذين يضيفان على الثوب في خياطته، وبعدها يتم صنع الحزام، ويصبح بذلك القفطان جاهزا للبسه.