ناظم رمزي في العدد الجديد من (ماكو)
علاء المفرجي
مجلة (ماكو) التي يصدرها الفنان ضياء العزاوي في لندن، تعد من المجلات الحداثية التي تهتم بالتشكيل العراقي، كواقع، وشخصيات فنية، صدر عدد 3 ايلول من السنة الخامسة، وكٌرست اغلب موضوع ملفها في هذا العدد عن استذكار الفنان الكبير ناظم رمزي، إضافة الى موضوعات أخرى.
عرف عن الفنان ناظم رمزي بأعماله الفوتوغرافية التي سجلت الحياة اليومية والمناظر الطبيعية في العراق الى جانب ما صوره في جولاته خارج العراق، ولاسيما في باريس ولندن، أنه حالة متفردة وتختلف عن المصورين الفوتوغؤاقيين الأخرين كونه كان قريبا من الفنانين الرواد، كجواد سليم، وفائق حسن، وأخرين.
وقد تصدر العدد مقالا للكاتب والناقد التشكيلي سهيل سامي نادر حمل عنوان (عن أبن العراق البار: ناظم رمزي) جاء فيه: لقد اطلعت أيضا على الكثير من الشاهد العراقية الملتقطة بكاميرته، وقد فهمت من مجموعها أن ناظم رمزي اشتغل بموازاة عمل الفنانين العراقيين الرواد الذين توجهوا للبيئة العراقية كمخبر واقعي لتجاربهم الفنية أمثال فائق حسن وجواد سليم وحافظ الدروبي. وهو جاء بعد الرواد لكنه أدرك حركتهم في سنوات النهوض الوطني حيث استجاب أغلبهم لبيئتهم المحلية بجميع تلاوينها واختلافاتها ورموزها. ولقد واصل ناظم رمزي هذه الاستجابة بكاميرته فسجل هذه البيئة بطريقة واقعية مع الكثير من الاحساس الجمالي بإيقاع الظل والضوء الذي يبرز البيئة العراقية المشمسة التي تظهر فيها التباينات على نحو حاد وصريح.
وكتب الفنان فيصل لعيبي موضوعا بعنوان (ناظم رمزي أحد دعائم التمع المدني العراقي) قال فيه: بدأ التصوير الضوئي أو الفوتغرافي العراقي خطى مثل بداية الرسم العراقي نفسه متتبعاً خطا الحياة الياة وعاكساً المواضيع التي كان الناس يميلون إلى تجسيدها: صور سياحية، مشاهد شعبية، آثار وأبنية تاريخية مع صور عن الطبيعة والتمع بشكل عام. لم تكن هناك مواقف محددة من الموضوع المصَور، ولم يفكر المصِور وقتها بغير تسجيل لقطة – لحظة من الزمن الجاري.
فيما قدم جاسم المطير عرضا لكتاب ناظم رمزي (من الذاكرة) جاء فيه: عادة، فقد وجدت فيه عملا مؤثرا جديدا مؤثرا النوع، من أعمال الفن والتدبير المؤثر فأسلوب كتابة الذكرات. بدا لي من النظرة الاولى لغلافه، ومن التقليب المباشر لصفحاته، أنه حامل لمنظر مذهل ولمحتوى مرغوب ولحوادث فنية وسياسية متنوعة.
وكتب الفنان ضياء العزاوي في مقاله (ناظم رمزي.. أيقونة في التصميم والكرافيك الطباعي): أصدر العديد من الكتب ضمت مختارات من أعماله. ذكر في مقدمة واحدة منها ما يلي: لقد كنت حريصا علي تصوير وجوه وأشكال الناس الذين أحببتهم طيلة حياتي، وتصوير ذلك الحّس الانساني والشعري الغامض الذي يتصل بطريقة عيشهم وعملهم. لقد أردت أن أسجل ليس فقط ملامحهم الجميلة، وقد نحتت بتلك الصلابة الرائعة التي تغذيها قوة داخلية لا تستنفد، بل الشوارع والازقة والبيوت التي تؤلف الخلفية لحياتهم اليومية، والحقول والمشاغل التي كانوا يجهدون ويكّدون فيها.
وكتب الفنان والناقد الراحل بلاسم محمد في مساهمته المعنونة (رسام وخطاط وفوتوغرافي ومصمم ويخبئ في داخله أنسانا لا حدود لأنسانيته)، وكتب الفنان الراحل محمد سعيد الصكار (عندما التقينا أنا وناظم رمزي في محنة تصميم الحروف الطباعية): في أواسط القرن العشرين كانت تتألق ف سماء الفن العراقي مجموعة من الاسماء في مختلف فروع الفن، كما في الأدب والنشاطات الفكرية والثقافية الأخرى. وإذ كان من حق هذه الكوكبة من المبدعين ان توّثق أعمالهم، احتراما لأنجازاتهم من جهة، جهة، واعتزازاً بماً يضم العراق من كنوز في إطار تلك المرحلة الشديدة الخصوبة ف مختلف فروع الابداع.
فيما كتب المعماري والباحث المعماري خالد السلطاني (ناظم رمزي: المصور… الرائي) عرضا لكتاب (جولتي مع الكاميرا) جاء فيه: وصفة الرائي بمواصفاتها تلك، يكن لها أن تنعكس بسهولة على إبداعات ناظم رمزي 1928 المصور الفوتوغرافي المعروف، تلك الابداعات الرائية والمدهشة والتى بمقدورها أن تجد وتكشف لقطات إبداعية عالية الفنية، لنتفاجأ كيف أننا لم يتسِن سابقا، رؤيتها.
فيما كتب الفوتوغرافي هيثم فتح الله الانسان وانشغالاته في مصورات ناظم رمزي جاء فيه: عند الرجوع بالذاكرة إلى الحياة الاجتماعية في العراق سنوات الخمسينات والستينيات من القرن العشرين، لابد أن نستعين بوثائق ومعلومات عن ذلك الزمن. أهم هذه المعلومات والوثائق هي ما نجده في التوثيق الصوري لتلك الرحلة الحياتية. فمثل هذا التوثيق لا يقبل الشك ولا الواربة والمغالطة.