الكلمات الجذابة مفتاح نجاح الأغنيات

ماريلين نعمان لـ«الشرق الأوسط»: ألتقي الجمهور في حفلاتي كأنه يزورني لأول مرة
في الغناء كما في التمثيل لا يمكن للفنانة ماريلين نعمان أن تمر مرور الكرام. كل إطلالة لها غنائية أو درامية تحدث النجاح المنتظر. مؤخراً، أحيت ماريلين نعمان 3 حفلات غنائية في كازينو لبنان. كانت على موعد مع جمهور غفير حجز بطاقاته قبل مواعيد الحفلات بشهر وأكثر. أما في عالم الدراما فماريلين قدّمت واحداً من أجمل أدوارها في مسلسل «بالدم»، فحجزت مرة جديدة لنفسها مكانة لا يستهان بها في عالم التمثيل.
تستفيض نعمان في التحدث عن مهنتها الغنائية؛ فتقول إنها لا تعرف تقديم الموسيقى إلا لتكون بمثابة علاج للآخر. وانطلاقاً من نفسها وكيفية تلقفها هذه الموسيقى تعتمدها في أغانيها. «أنتمي إلى جيل الشباب، وأؤمن بأن الموسيقى هي ملاذه. بغض النظر عما إذا كانت موسيقى الـ(بوب) أو الـ(إندي)، ولكنها تمثلني بنوتاتها وانسيابها».
وعن تعاونها الدائم مع الموسيقي جاد عبيد، توضح: «استطعت مع جاد أن نقدّم ثنائياً منسجماً بأفكاره الموسيقية وتطلعاته المستقبلية. ولكن لا بدّ من القيام بمحاولات أخرى مع موسيقيين جدد. فما أنجزناه معاً، طبع ذاكرة الناس ولا مجال لنسيانه. واليوم أتجه لتعاون مختلف كما حصل مع الملحن نبيل خوري، وكذلك أدونيس الذي يعتبره كثيرون يشبهني بأسلوبه الموسيقي. ولا مرة سأقدم على خطوة موسيقية لا تخاطبني. وحتى لو أجريت بعض التغيير، إلا أن روح العمل تبقى نفسها».
بالنسبة للإقبال الكبير الذي تشهده حفلاتها الغنائية، تقول: «أسعد بردود فعل الجمهور الذي يتابعني ويحضرني. وحالياً صرت أعرفه جيداً، وهو لم يخذلني ولا مرة. وعندما يشاركني الحضور الغناء وأنا على الخشبة تصلني طاقته مباشرة، فأشعر وكأنه يزورني لأول مرة».
تصف ماريلين جمهورها بالمتنوع والجميل، لا سيما وأنه يشبهها. «حتى عندما ألتقي بأحدهم على الطريق ويحدثني عن عمل ما لي أشعر وكأنه أحد أقربائي. هذا الإحساس متبادل بيني وبين الناس. وبرأيي أن كل فنان يولّد الجمهور الذي يشبهه».
ليس هناك من قاعدة توطّد علاقة الفنان بجمهوره كما تذكر لـ«الشرق الأوسط». «الفنان نفسه يعكس صورته على ناسه. بالنسبة لي يطبع متابعي المصداقية؛ لأن لا قناع أضعه عندما ألتقيه في حفل ما. فأكون على طبيعتي، ويبادلني ردود الفعل نفسها».
ولكن هل تفكّر ماريلين نعمان في الانتقال إلى ضفّة غنائية مختلفة؟ تردّ: «أنا من الأشخاص الذين يستمعون كثيراً لفنانين أجانب وعرب، وبينهم مخضرمون ومعاصرون. لذلك أملك خلفية موسيقية غنائية منوعة وشاملة. وفي حال راودتني فكرة جديدة أبحث عمّن يستطيع ترجمتها لي. فلكل فنان طبخته الغنائية، وعالمنا العربي يزخر بأسماء رائعة ضمن مساحة شاسعة».
وهل من الممكن أن تغني المصرية والخليجية؟ تقول: «لقد تربيت على الأغاني المصرية، وأطرب لسماع فنانين مصريين كثر كالراحل عبد الحليم حافظ، فهم يشكّلون جزءاً من ثقافتنا الفنية. ولا أستبعد غناء المصرية في حال وجدت العمل الذي يناسب تطلعاتي. وبالنسبة إلى الخليجية فمن الفنون الرائعة. ولكن لا أنوي غناءها؛ وكأنني أتعدّى على مجال قد لا أصيب أصوله. فإذا ما استطعت التدرّب على اللهجة الخليجية، ووجدت اللحن الذي يحاكيني، عندها يصبح الأمر قيد البحث».
وعما إذا كانت قد توقعت لأغنيتها «أنا مين» كل هذا النجاح، تردّ: «لست خبيرة بالتوقعات وخيالي ليس واسعاً إلى هذا الحدّ. فأنا أحاول كل مرة وضمن تجربة غنائية تقديم الأفضل. في (أنا مين) التي شكّلت شارة مسلسل (بالدم) الرمضاني ملأني الحماس؛ وذلك للخلطة الموسيقية وكذا الكلامية التي تحملها. كان لدي تكهنات بأن العمل سيلاقي الاستحسان عند الناس وينجح. فجاءت النتيجة تفوق التوقعات».
عندما تتحدث ماريلين نعمان عن مسيرتها الفنية وشغفها تعترف بأنها مقصّرة بحقّ نفسها. «لا أجد الوقت الكافي كي أختلي بنفسي لأقيّم معها نجاح ما أنجزته. ولكني من ناحية ثانية أهتم بشكل كبير بعملي وبنفسيتي. وكررت أكثر من مرة أني لا أتوانى عن القيام بجلسات علاج كي أحافظ على صحتي النفسية. ولكن في العمل أشعر وكأنني أقود دراجة هوائية لا أعلم كيف أوقفها».
في الوقت نفسه تؤكد نعمان أن أول ردّ فعل اجتاحها إثر نجاح «أنا مين» كان الشعور بالفرح. «وكذلك انتابني نوع من الطمأنينة بأني نجحت بتسديد الهدف حيث رغبت. وكل ما أضعه في الأغاني ينبع من قلبي. ولذلك يصل بسرعة عند الناس».
تحضّر حالياً لمجموعة أغنيات جديدة، وتتابع: «من المفروض أن ترى النور هذا الصيف، وأنا اليوم أقوم بطبخها على نار هادئة. ومن المتوقّع إحياء حفل غنائي لجمهور واسع بين شهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب)، فانتظروني».
وعن سبب عدم مشاركتها في إحياء حفلات الزفاف كما غيرها من الفنانين، توضح لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الأمر ليس بعيداً عن سياستي الفنية. ولكنني أربط هذا النوع من الحفلات بأداء مناسب لها. بحيث لا تكون إطلالتي عادية، بل يلونها الفن الاستعراضي إلى حدّ ما. وهذا الأمر يحتاج إلى تحضير لوقت طويل لا أملكه حالياً. أستطيع إحياء حفلات زفاف يومياً، ولكنني أحب تقديمها في قالب مغاير. كما أن الفن الاستعراضي جميل واللبناني يفتقده منذ زمن طويل. ولكن الأمر يتطلّب التفصيل والخياطة بتأن. وأعدّ هذا الفن نوعاً من الأشغال الحرفية. وأعتقد أنه لدينا الوقت الكافي للتفكير بذلك».
ومن ناحية ثانية، تتحدّث ماريلين عن تجربتها الرمضانية لهذا العام في «بالدم». وتشير إلى أن دورها (حنين) يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالقصة الأساسية للعمل. «الأمر لا دخل له باعتبار (حنين) شخصية محورية. ولكن قصتها تمثّل حالات كثيرة تشبهها كمرضى الكلى. فنوع الشخصية يناديك من دون استئذان. وقد تمت معالجتها بشكل رائع درامياً. ولو كانت حنين فتاة مستسلمة لمصيرها لما لاقت كل هذه الشعبية. فكانت مقاومة ومجتهدة وقوية. ولم يمنعها الألم من إكمال طريقها كما تشتهي. وتوّج نجاح الشخصية تعاوني مع الممثل سعيد سرحان. فنحن ننتمي إلى مدرسة التمثيل نفسها النابعة من الصدق».
وتختم: «لقد عرفت أنا وسعيد كيف نأخذ هذه العلاقة إلى شاطئ الأحلام والواقع في آن. فتماهى المشاهد مع هذه الثنائية إلى أبعد حدّ. وهذا الأمر لم يأت من فراغ. كنا معاً نتحاور وندرس كل مشهد».
وبالنسبة للأعمال السينمائية، تشير نعمان إلى أنها بصدد التحضير لفيلم قصير مع المخرجة لين طويلة مديرة أعمالها. «لقد كتبنا النص ونحن بصدد تنفيذ الفيلم كي يشارك في مهرجانات عالمية. فلين وأنا نهوى السينما ونحاول أن ندرجها دائماً على روزنامة أعمالنا».
