للتشكيل العراقي مكانة كبيرة وبصمة مميزة على الساحة العربية والدولية

حوار أجراه / علاء المفرجي
د. شوقي الموسوي فنان تشكيلي وأكاديمي عراقي، حاصل على شهادة الدكتوراه في فلسفة الفن الإسلامي من جامعة بابل عام 2005، ويشغل حالياً منصب أستاذ بروفيسور في كلية الفنون الجميلة بجامعة بابل، يجمع أسلوبه الفني يجمع بين التعبيرية التجريدية والرمزية، حيث يستخدم مفردات بصرية مأخوذة من التراث العراقي مثل الجسد، الهلال، القبة، النخلة، والأقنعة، ليعبر عن قضايا إنسانية وفكرية عميقة. ويتميز أسلوبه بدمج الحساسية الجمالية مع التأملات الفلسفية، حيث يعبر عن الحركة الروحية والبعد الشعري في الأشكال البشرية. وتناول في معارضه موضوعات مثل “حساسية الرسم وجمالياته”، “شفافية الرسم وموسيقاه”، و”رؤوس لا تكتم صمتها” التي تعكس عمقاً إنسانياً وفكرياً في أعماله.
أقام حتى الأن ستة معارض شخصية رئيسية منذ 1989 وحتى 2017، بالإضافة إلى معارض إلكترونية في مجالات الرسم والفن الرقمي. كما شارك في مهرجانات فنية دولية مثل مهرجان القصبة التشكيلي الدولي في باريس والمغرب، ومهرجان الفن التشكيلي العربي في دبي. وأعماله الفنية متواجدة في مقتنيات خاصة وعامة في دول عدة منها سوريا، الأردن، الكويت، السعودية، سلطنة عمان، البحرين، الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا وهولندا.
له إسهامات نقدية وفنية، حيث يُعرف بنقده الفني وبحوثه في الفنون التشكيلية، مع تركيز على البعد الروحي والزمني في أعماله. ويعد من أبرز الفنانين التشكيليين العراقيين المعاصرين الذين يجمعون بين العمل الأكاديمي والفني والبحثي.
المدى أجرت حوارا معه، سلط فيه الضوء على تجربته الفنية:
حدثنا في البداية عن المصادر والمراجع (أمكنة، حيوات، أحداث، وقراءات وتجارب) في النشأة الأولى والطفولة التي دفعتك للرسم.
– لطالما كنت بحاجة الى التعبير عن الافكار والمشاعر تجاه المحيط منذ طفولتي، وكنت مولعاً باللعب ومتعته والتفاعل مع أقراني، لأنني محاط بالأخوة في البيت والاصدقاء من الجيران والزملاء في المدرسة وأعشقُ استكشاف المحيط الذي يحتويني. . من هنا وجدتُ أن فن الرسم يحقق ما تقدم ويمنحني الحرية في التعبير، سواء أكان الرسم أداة تعبيرية أو لغة تفاهم مع ذاتي ومع المحيط وتكون لغة بديلة عن الكلام الذي يجد فيه الطفل صعوبة في ايصال الافكار. … وعبر مرحلة الابتدائية تم تدريب مهاراتي الحركية من خلال اللعب بالألوان ورسم الخطوط الحرة في المدرسة والبيت فصرتُ أعشق هذه اللغة وأداوم على الرسم بعد ان كان والدي رحمه الله يضع أمامي الالوان والاقلام ودفاتر الرسم كمكافئة مغرية مقابل النجاح.
وصولاً الى مرحلتي المتوسطة والاعدادية، تم اختياري من قبل المدرسين والمدرسات للرسم بالطباشير الملونة على السبورة لبعض الوسائل الايضاحية. فمثلاً تجدني في مادة الاحياء أرسم أجهزة الكائن الحي (الهضمي والعصبي والتنفسي) وفي مادة الجغرافية ارسم الخرائط بينما في الهندسة أرسم الزوايا والارقام وهكذا. .. مما منحني ثقة في النفس وتنمية لمهاراتي (الامكنة والحيوات والاحداث. .) وصولاً الى مرحلة الجامعة التي صقلت فيها موهبتي وطورت أدواتي ونضجت أفكاري من خلال اقامة سبعة معارض شخصية فيها والتي أصبحت بمجموعها بمثابة مصادر ومراجع في نشأتي الاولى والتي أسهمت في وضعي على المسار الصحيح في عالم الرسم ومنها انطلقت الى عالم الفن والفنانين.
كيف تصف لنا علاقتك بالرسم؟ هل تراها مهنة أم خيار روحي؟
– الفن بشكل عام والرسم بشكل خاص لغة بصرية، وأداة للتعبير عن الافكار وبالتالي لا يصبح الفن مهنة بشكل تام، كي لا يقترب من الحرفة أو الاستنساخ، بل يمكن القول هو اشباع رغباتنا الروحية، لصالح الابداع والخيال والابتكار الخارجة عن اسوار الحرفة ولابأس أن يمتزج الابداع مع الحرفة؛ بوصف اننا بحاجة الى مهارات يدوية وبصرية نتعلمها بالتدريب والممارسة، ليصبح فن الرسم من وجهة نظري خيار روحي وضرورة داخلية لصالح الابداع.
اخترت التعبيرية التجريدية بشكل خاص في أعمالك، هل هي الطريقة الأمثل للتعبير عن أفكارك؟
– لكل مدرسة من مدارس الفن الحديث وفنون ما بعد الحداثة، اسلوبها وفلسفتها وقوانينها وأبعادها المفاهمة، التي تسهم في ابراز أفكار الفنان، بحسب تجاربه الشخصية؛ بوصف ان كل فنان يختار اسلوبه الفني الذي يميل له بحسب طبيعته السيكولوجية ومنظومته الثقافية والفكرية وثقافة مجتمعه ومهاراته الفنية في الرسم، لإيصال افكاره الى الاخر. وبالتالي وجدتُ أن التعبيرية التجريدية وهي احدى اتجاهات ما بعد الحداثة، الطريقة او الاسلوب الانسب للتعبير عن أفكاري، لانها ترفض المقاييس التقليدية في الفن لصالح التلقائية الواعية والعفوية المفرطة والذاتية المثالية التي اشتغلت عليها مدرسة نيويورك المتأثرة بالسريالية والتي تقول بان الفن يولد من العقل الباطن بطريقة تلقائية بمساعدة التجريد والتعبير اللوني لأثارة الاحاسيس ونقل المشاعر والمواقف الروحية الى الاخر من خلال وسائل غير تقليدية.
يقف المتلقي من الرموز التي تستخدمها في لوحاتك، هل هذه الرموز وليدة تجارب شخصية.
استعان الانسان قديماً وحديثاً بالرموز والاشارات المجردة، المستوحاة من الموروث الحضاري والتراث الشعبي، من أجل التعبير عن أفكاره وتوجهاته وأحداث محيطه. . كالألوان والاشكال الهندسية والاشخاص والعناصر الكونية والطبيعية وغيرها التي استعيرها في تجاربي الفنية، للدلالة على مرموزاتها المحمّلة بالمعاني العميقة، ليصبح الرمز بمثابة شيء مرئي يوحي بشيء غير مرئي مجرد. وبالتالي أستطيع القول بان أغلب الرموز التي استعنت بها في مشاهدي التصويرية، ان لم تكن جميعها وليدة تجارب انسانية بعضها شخصي عشت تجربرتها والبعض الاخر اجتماعي جمعي وليدة تجارب انسانية.
هل تستخدم تقنيات معينة في رسم الكلمات أو الرموز؟
– هنالك العديد من التقنيات الاظهارية في فن الرسم، يستعين بها الرسام بحسب اسلوبه الفني؛ بمعنى ان لكل مدرسة اسلوب فني يعتمد تقنيات وخامات وقوانين خاصة به.. وخلال مسيرتي الفنية تنقلت ما بين الواقعية والتعبيرية والسريالية والتجريدية. . الى ان انتهى بي المطاف منذ بدايات تسعينيات القرن الماضي تبني اسلوب التعبيرية التجريدية التي هي احدى فنون ما بعد الحداثة والتي تلعب التقنيات دوراً اساسياً وسيادياً في تكوين المشهد الفني، المتحوّل في عالمنا المتغير؛ اذ يدمج هذا الاسلوب عدة تقنيات لإبداع مشهد فني مبتكر بطابع مفاهيمي وأدائي، متعدد الوسائط، سواء من خلال اعتماد تقنيات متعددة (تحزيز وتسطيح وتخطيط وترميز. .)، تحتفي بجماليات التجريد أو التجريب أو التشفير أو حتى التجميع، التي تم تضمينها في تجاربي الفنية وخاصة تجربة (رؤوس 2017) و تجربة (كورونا فوبيا 2020) وتجربتي الاخيرة (ذاكرة 2025) المحتفية بالارقام والاشارات والعلامات والرموز والحروف.
ما سر الأرقام في الكثير من أعمالك وخاصة في معلرضك الأخير (ذاكرة)
استعان الرسامين بالإشارات وايضاً بالأرقام على وجه الخصوص في تشكيل مشاهد لوحاتهم؛ بوصفها رموز مجردة ولغة مفاهيمية. وفي تجاربي خلال السنوات الستة منذ أزمة كورونا التي احتلت العالم باسره وعزلت الانسان عن المحيط، تواجدت الارقام في أعمالي، فتحوّل الرقم من وظيفته العددية الى وظيفته السيكولوجية في تجربة (كورونوفوبيا) عندما كنت اوثق اعداد المصابين بالجائحة في العراق والعالم ومن ثم تحوّل الى وظيفته السوسيولوجية في تجربة (ذاكرة) التي جعلت من الرقم حضور رمزي بمعاني ودلالات عميقة تحكي أحداث ووقائع ماضية، تتحكم بما هو قادم؛ بمعنى ان موضوعة الرقم لم تعد مجرد أداة للحساب والعد، بل لغة مفاهيمية عصرية بطابع رمزي. فكل رقم له رمز في كل الحضارات وأرقامي مستعارة من الذاكرة الجمعية والبكرية والبصرية سواء أكانت ذاكرة قصيرة او طويلة الامد، ممّلة بالتشفير التي تمنح المشهد جمالية مشفرة بالأسرار .
من خلال معرضك الشخصي عن الرأس وأيضا معرضك الأخير عن الذاكرة، تبدو وكأن المتلقي هومن يقودك لتلمس تفسيرا ما للوحة.
– لا أعتقد بأن المتلقي هو من يقودنا الى معاني الاعمال وعناوينها؛ لان الفنان هو صانع المشهد والمعنى بنفس الوقت ولكن يمكن لنا القول باننا نصنع مساحة وفضاء في اللوحة لاحتواء المتلقي لجعل المتلقي مشاركاً في انتاج المعنى؛ بوصفه – المتلقي – مؤولاً للمشهد المتعدد القراءات وهذا ما جاءت به نظرية التلقي، التي أكدت على ذروة أن يكون هنالك تواصل وتفاعل بين الجمهور والعمل الفني من جهة وبين الفنان وجمهوره من جه اخرى، من خلال السماح بالتقاء آفق التوقعات المشكلة من القيم والتقاليد والطقوس والثقافات.
فالرؤوس المقطوعة في معرضي الشخصي السادس (قاعة حوار 2027) رسمت بطابع تعبيري رمزي يتقبل تعددية في المعنى لدى المتلقي فأحدهم قال لي بان هذا الراس هو رأس السيد المسيح (ع) وآخر قال وعلى نفس اللوحة بانه رأس الامام الحسين (ع) في واقعة الطف وآخر وجدته جالساً على الارض يبكي وقال لي انه رأس أخي في جريمة سبايكر! ! بينما في تجربتي الاخرى ومعرضي الشخصي الثامن (ذاكرة) على قاعة أكد للفنون 2025 وجدتُ ان المتلقي تفاعل مع بعض الاشارات او الارقام او صور السيارات القديمة او الشخوص والالوان ومنح الاعمال عناوين وتأويلات عديدة بحسب تجربته الشخصية التي مرت بها الاحداث والوقائع وكأنه صانع العمل.
كيف تختار موضوعات معارضك الشخصية؟
– اختار موضوعات معارضي الشخصية ومشاركاتي الاخرى مثلما اختار تكويناتي المرتبطة بتجارب الانسان، سواء اكانت تجارب شخصية أو انسانية مع اشتراط أن تكون الموضوعة في أغلب الاحيان وليست دائماً مرتبطة بقضية انسانية مجتمعية، تمس الهوية ومصير الانسان، وبأسلوب يقترب من التعبير والتجريد والترميز، بعيداً عن التقريرية، لمنح المشاهد البصرية تعددية في القراءة. فمثلاً موضوعة الرأس المقطوع في معرضي (رؤوس) في عام 2017 كان صدى لما انتجه الارهاب من قتل وقطع ودمار ومن لف لفهم عبر التاريخ منذ فجر الحضارات الشرقية القديمة والحضارة اليونانية والحضارة الرومانية، مروراً بالحضارة الاسلامية وما حدث في وقتها من وقائع وعلى وجه الخصوص واقعة الطف الحسيني وقطع الرؤوس الشريفة وحملها على الرماح، وصولاً الى عصر الاحتلالات المتكررة على البلاد عام 2003 وما بعدها حرب داعش الارهاب وجرائمه البشعة ضد العراقيين. بجانب موضوعة معرضي (كورونوفوبيا) في عام 2020 واحداثيات ازمة كورونا التي حصدت ارواح الملايين، بجانب موضوعة معرضي (ذاكرة) في عامنا الحالي 2025 على قاعة اكد للفنون وماتضمنه من ذاكرة بصرية واخرى حركية ودلالية ورقمية متعددة المعاني تمس حياة الانسان بشكل مباشر.
هل هناك فلسفة تعتمدها في اختيار الألوان وكيف تختارها، وهل تدخل في اعتمادك للرمز؟
ثمة دلالات رمزية ومعاني وابعاد فلسفية وجمالية وسيكولوجية للألوان عبر العصور؛ اذا ما اعتبرنا ان للألوان دلالات متعددة تختلف من شعب الى شعب اخر بحسب الحضارات المتعاقبة، فلكل لون مثلما له رمزية ومعنى له فلسفة لحظة اختياره في اللوحة مضاف الى قيمته الجمالية فالأسود مثلاً في لوحاتي، نجده يستحضر الحزن والشجن والاخضر يستحضر معه معاني الحياة المثالية والاستقرار والسلام، بينما الاحمر نتلمس فيه المشاعر الجياشة (الحب والحرب والخطر. .) والاصفر للوضوح والازرق للصفاء والابيض للنقاء وهكذا. . بالإضافة الى اعتمادي الالوان الاساسية الثلاثة في بعض اعمالي بوصفها ألوان مثالية اساسية غير مركبة او ممزوجه بالوان اخرى والتي يستعين بها فناني المدرسة التجريدية.
كيف ترى دور الفن في التعبير عن القضايا الاجتماعية والسياسية؟
– لعب الفن بشكل عام والتشكيل بشكل خاص دوراً رئيساً في التعبير عن القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية، من أجل الاسهام في إيصال الرسائل الى المتلقي بصور مرئية مؤثرة في ذهن التلقي، للامساك بالهوية الفكرية والثقافية وإحياء التراث والحفاظ عليه، فضلاً الى مساعدة الجمهور على اتخاذ القرارات المصيرية وتحفيزه على التغيير والتمييز ما بين الحق والباطل او الجميل والقبيح او الخير والشر؛ بمعنى ان الفن يتناول القضايا الإنسانية لرفع مستوى الوعي الثقافي المجتمعي من أجل التأثير على الراي العام وتعديله.
من هم أباءك في الرسم عراقيا وعالميا؟
– تقصد من هم قدوتي في عالم الفن التشكيلي. . بصراحة هم كثر من رواد التشكيل العالمي والعراقي كان لهم حضور فاعل في بداياتي الفنية بوصفهم مدارس في الفن والحياة تعلمنا منهم ابجديات اللون والخط والشكل و الفكر والمفهوم في فن الرسم. . فعلى المستوى العراقي تعلمت من اساتذة رواد والذين اصفهم اعمدة الفن العراقي وهم الفنان جواد سليم مؤسس الحداثة العراقية في خمسينيات القرن الماضي ومؤسس جماعة بغداد للفن الحديث وصاحب جدارية نصب الحرية. . والفنان شاكر حسن آل سعيد الذي نعده الاب الروحي في الفن وصاحب مفهوم البعد الواحد والروحي والتجريد المطلق في الفن ومؤسس جماعة البعد الواحد الذي من خلالها أسس منهج نظري للفن مركزه الحرف العربي يوازي المنهج التقني بجانب تجاربه التي تناولت حضارة الجدار وتضاريسه العفوية مع أبجديات الاوفاق والطلاسم. والثالث هو الفنان كاظم حيدر مؤسس جماعة الاكاديميين ومن خلال معرضه (الشهيد) قلب معادلة الفن العراقي حينها وصار صرخة احتجاج كبيرة بوجه الظالم وعلى وجه الخصوص لوحته (مصرع انسان) رسم فيه مقتل الامام الحسين (ع) واصحابه في واقعة الطف للتعبير عن مفاهيم البطولة والفداء والشهادة. وصولاً الى صاب الروح الجميلة الفنان والناقد عادل كامل مؤسس جماعة فن والذي ترك بصمته المميزة في التشكيل العراقي في الرسم والنحت والنقد.
ما رأيك بالمشهد التشكيلي في العراق؟
– للتشكيل العراقي المعاصر مكانة كبيرة وبصمة مميزة على الساحة العربية والدولية منذ رسومات عبدالقادر الرسام في عشرينيات القرن الماضي ومروراً بتجارب الجماعات الفنية (الرواد وبغداد للفن الحديث واصدقاء الفن والبعد الواحد والانطباعيين. ..) وصولاً الى جيل الحرب في الثمانينيات والتسعينيات التي افرزت اسماء مهمة في عالم التشكيل العراقي داخل وخارج البلاد انجزت اعمالا فنية غاية في الابداع الذي تربع على القمة على المستوى الاقليمي والعربي ومازال. . وصولاً الى ما بعد حرب الاحتلال (ما بعد 2003) والظروف السياسية والامنية والثقافية ظهرت اسماء كثيرة جداً خلال هذا السنوات الى يومنا الحاضر. . منها تجارب مميزة ومعارض شخصية وجماعية سارت على مسار التشكيل المعاصر الاصيل. . بينما تواجدت تجارب اخرى من بعض الاسماء لا تمت بصلة بالفن لا من قريب ولا من بعيد لان اغلبها مستعار من الاخر وليس لها أساس اكاديمي.
هل ترى كأكاديمي وأستاذ في مؤسسة علمية، ان المؤسسة العلمية بشكل عام تتوافر لها الوسائل الحديثة كما هو متعارف عليه في العالم.
كانت المؤسسات الاكاديمية في الجامعات العراقية وخاصة في مجالات الفنون الجميلة الراعي الرسمي للفن والفنانين الشباب بجانب جمعية التشكيليين العراقيين ونقابة الفنانين العراقيين. . وخلال تسعينيات القرن الماضي تكاثرت كليات الفنون في العراق بجانب افتتاح معاهد الفنون الجميلة في أغلب المحافظات مما أسهم في توسيع الرقعة الجغرافية للفنون. . ولكني أرى من وجهة نظري بأن هذه المؤسسات حاولت تطوير ادواتها ووسائل التعليم الحديثة وطرق واساليب التدريس على مر السنين ولكنها لم تصل الى الحد المثالي المطلوب لحاجة الكليات الى التلاقح المعرفي للطلبة والاساتذة على حدٍ سواء مع نظرائهم في البلاد العربية من خلال اشتراكهم بدورات او ورش فنية او سمبوزيوم او مسابقة بالإضافة الى عدم وجود الوسائل الحديثة فيها وعلى وجه الخصوص الاستوديوهات الخاصة بالدرس التشكيلي كما هو موجود في الدول الاجنبية. .اعتقد ان مؤسساتنا بحاجة الى مواكبة التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي والاجهزة ثلاثية الابعاد في العرض والعمل والابداع لامتلاك المؤسسات أساتذة فنانين فضلا الى وجود مواهب شابة من الطلبة تستحق الدعم والاسناد والتطوير.
