ممتدحا ترامب..بوتين يلمح للتفاهم مع أوكرانيا ويقر بضرر الحرب – DW – 2025/6/27

لاحظ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن المذكرتين اللتين يُفترض أن تتضمنا رؤية كل من روسيا وأوكرانيا حول سبل تسوية النزاع أدرجت فيهما مقترحات “متناقضة تماما”. وقال بوتين خلال مؤتمر صحافي على هامش قمة إقليمية في مينسك: “ليس في الأمر مفاجأة (…) إنهما مذكرتان متناقضتان تماما. ولكن يتم إجراء المفاوضات تحديدا بهدف إيجاد أرضية تفاهم”.
وأوضح أن المفاوضين الروس والأوكرانيين “على تواصل دائم”، وخصوصا للتفاهم على مكان وموعد جولة ثالثة من المفاوضات المباشرة، بعد جولتي 16 مايو/أيار و2 يونيو/حزيران 2025 في اسطنبول.
إقرار نادر لبوتين
وصرح بوتين للصحافيين “توافقنا على مواصلة اتصالاتنا بعد استعادة جثث جنودنا القتلى”. وأضاف: “بعد انتهاء هذه المرحلة، سنعقد جولة مفاوضات ثالثة. نحن مستعدون لذلك”، لافتا إلى أن إسطنبول قد تستضيف هذه الجولة مجددا.
من جهة أخرى أقر بوتين في موقف نادر بأن الزيادة الهائلة في نفقات الدفاع التي بلغت “6,3 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي” هذا العام هي سبب التضخم في روسيا الذي لا يزال يناهز عشرة في المئة. وأكد ان الإنفاق العسكري “كبير”، مضيفا “دفعنا ثمن ذلك في التضخم، لكننا نتصدى حاليا لارتفاع الأسعار”.
“خمسة قتلى أوكران”
من جانبه أعلن حاكم منطقة دنيبروبيتروفسك في وسط شرق أوكرانيا مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة 23 آخرين الجمعة، أربعة منهم في حال خطيرة، في غارة جوية روسية على مدينة سامار.
وجاءت هذه الضربة الروسية الجديدة بعد يومين من تأكيد الرئيس فولوديمير زيلينسكي لنظيره الأمريكي دونالد ترامب، على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي، أنه “مستعد” لشراء أنظمة دفاع جوي أمريكية من طراز باتريوت، وهي ضرورية لإحباط القصف الروسي. لكن ترامب قال للصحافيين إنه “سيرى إنْ كان بوسعنا توفير بعضها”، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة “تحتاج أيضا” إلى هذه الأنظمة الشديدة الدقة.
مدح بوتين لترامب
وأكد الرئيس الروسي أنه يكن “احتراما عميقا” لنظيره الأمريكي دونالد ترامب، واصفا إياه بأنه “شجاع”. وأبدى “تقديره لرغبة (ترامب) الصادقة في إيجاد حل” للنزاع في أوكرانيا. وقال بوتين: “بفضل الرئيس ترامب، بدأت العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة تتوازن عند بعض المسائل. لم تتم تسوية كل شيء في مجال العلاقات الدبلوماسية، ولكن تم اتخاذ الخطوات الأولى”.
مطالب الروس والأوكران
ولم تحقق هذه المفاوضات الأولى بين موسكو وكييف منذ ربيع 2022، تقدما كبيرا. لكن كل طرف قدم إلى الآخر في بداية يونيو/ حزيران 2025 مذكرة هي بمثابة خطة للتوصل الى اتفاق سلام بعد أكثر من ثلاثة أعوام من الغزو الروسي لأوكرانيا.
ولا تزال اوكرانيا تطالب بانسحاب الجيش الروسي من خمس مناطق يحتلها جزئيا أو كليا، في حين تريد روسيا أن تتراجع كييف عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وتقر لها بالسيطرة على تلك الأراضي.
وفي الأسابيع الأخيرة تمثل التقدم الوحيد في تبادل أسرى حرب وجثث أشخاص قتلوا عند الجبهة، معظمهم جنود.
تحرير: ف.ي
