أخبار العرب والعالم

تفاصيل عن المتهم بالهجوم على موظفي سفارة إسرائيل في واشنطن – DW – 2025/5/23

وجهت السلطات الأمريكية الخميس (22 أيار/مايو 2025) تهمة القتل إلى مطلق النار على اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية أمام متحف يهودي في واشنطن، في الوقت الذي أثار فيه الهجوم توترات دولية على خلفية معاداة السامية.

وقال ممثلو الادعاء وفق وثيقة للمحكمة إن الياس رودريغيز (31 عامًا) صرخ “فلسطين حرة” بينما كان رجال الشرطة يلقون القبض عليه ويقتادونه إثر إطلاق النار في وقت متأخر الأربعاء أمام المتحف اليهودي في العاصمة الأمريكية. وقال رودريغيز لرجال الشرطة خلال اعتقاله “فعلتها من أجل فلسطين، فعلتها من أجل غزة”.

وقالت وزيرة العدل الأمريكية بام بوندي خلال زيارتها موقع الهجوم “وفق ما نعرفه، فقد تصرف بشكل منفرد”. ومَثَل الرجل الذي يتحدر من شيكاغو أمام المحكمة لأول مرة الخميس بعد توجيه تهمتي القتل من الدرجة الأولى وقتل مسؤولين أجانب إليه. وفي حال إدانته، قد يُحكم عليه بالإعدام.

وقالت جانين بيرو، المدعية العامة الأمريكية المؤقتة لمنطقة كولومبيا، للصحافيين، إن السلطات تحقق في إطلاق النار “كعمل إرهابي وجريمة كراهية”، بينما وصف مدير مكتب التحقيقات الاتحادي كاش باتيل، الواقعة بأنها “عمل إرهابي”. وأعربت بيرو عن اعتقادها أنه مع تقدم التحقيقات “ستكون هناك المزيد من التهم التي ستضاف”، مشيرة إلى أنه تم تحديد جلسة استماع أولية في 18 حزيران/يونيو.

من هو إلياس رودريغيز؟

وفحص محققو مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) والشرطة بدقة يوم الخميس كتابات وانتماءات سياسية لرودريغيز. وكتب نائب مدير مكتب التحقيقات الاتحادي دان بونجينو، على مواقع التواصل الاجتماعي أن المحققين “على علم بكتابات يُزعم أن المشتبه به كتبها”، وأنه يأمل في الحصول قريبًا على مستجدات بشأن صحتها.

وبدا أن تصريحات بونجينو تشير إلى وثيقة حملت اسم رودريغيز نشرت على حساب مجهول على إكس مساء أمس الأربعاء قبيل واقعة إطلاق النار. ونشرت الوثيقة بعنوان “التصعيد من أجل غزة، نقل الحرب إلى أرض الوطن”.

وفحص المحققون الانتماءات السياسية الظاهرة للمشتبه به، الذي عمل في منظمة غير ربحية للرعاية الصحية، ويعتقد أنه كان على صلة في السابق بجماعات يسارية متطرفة. وذكر “حزب الاشتراكية والحرية”، وهي جماعة يسارية متطرفة في شيكاغو، في منشور على إكس أن رودريغيز انتمى في السابق للجماعة. وأوضحت أن رودريغيز كان على صلة قصيرة بأحد فروع الجماعة وانتهت في 2017، وأنهم لا يعلمون بأي اتصال به منذ أكثر من سبع سنوات. وقالت الجماعة “لا علاقة لنا بهذا الحادث ولا ندعمه”.

معاداة السامية في ألمانيا

To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video

غضب دولي واتهامات إسرائيلية للأوروبيين

وأثار الهجوم غضبًا دوليًا وتبادلًا للاتهامات، حيث حمل وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر المسؤولية للانتقادات الأوروبية للهجوم المستمر لبلاده على غزة، مدعيًا وجود “صلة مباشرة بين التحريض المعادي للسامية والمعادي لإسرائيل وبين جريمة القتل هذه”.

وأضاف “هذا التحريض يمارس أيضًا من جانب قادة ومسؤولين في العديد من الدول والهيئات الدولية، خصوصًا في أوروبا”، في إشارة إلى التظاهرات الكبيرة في عدّة مدن حول العالم تنديدًا بالعملية العسكرية في غزة.

ورفضت فرنسا هذه الاتهامات بشدة. وقال كريستوف لوموان المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إنها “تصريحات صادمة وغير مبررة على الإطلاق”. 

وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى “الثمن الباهظ لمعاداة السامية” وندد “بالتحريض الجامح ضد دولة إسرائيل”. وكتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي تحدث إلى نتنياهو الخميس، على شبكته “تروث سوشال” للتواصل الاجتماعي أن “هذه الجرائم الفظيعة… المدفوعة بطبيعة الحال بمعاداة السامية ينبغي أن تتوقّف الآن!”، مؤكدًا أن “لا مكان للكراهية والتعصّب في الولايات المتحدة”.

ووقع الهجوم الساعة 21,00 بالتوقيت المحلي (الأولى فجر الخميس بتوقيت غرينتش) الأربعاء خارج “متحف كابيتال اليهودي” في وسط العاصمة واشنطن، على مقربة من مبنى الكابيتول والبيت الأبيض، الذي استضاف في وقت إطلاق النار احتفالا نظمته اللجنة الأمريكية اليهودية.

الضحيتان كانتا مهتمتين ببناء الجسور بين إسرائيل والعرب

وأعلنت السفارة الإسرائيلية أن الضحيتين هما يارون ليشينسكي، وهو مواطن اسرائيلي يبلغ 28 عاما ويحمل ايضا جواز سفر ألمانيا، وسارة لين ميلغريم، وهي أمريكية يهودية موظفة في السفارة، مشيرة إلى أنهما كانا يخططان للزواج.  وكان ليشينسكي باحثا في السفارة الإسرائيلية، بينما كانت ميلغريم تعمل في قسم الدبلوماسية العامة بالسفارة، وفقا لحسابيهما على موقع “لينكد إن”.
وذكر أصدقاء لهما ومنظمات كانا ينتميان إليها أنهما كانا مهتمين ببناء الجسور بين العرب والإسرائيليين على أمل إنهاء إراقة الدماء في الشرق الأوسط.

وجاء الهجوم بعد أيام من حصول المتحف على هبة مالية لتعزيز الأمن، مع تصاعد معاداة السامية في جميع أنحاء العالم في أعقاب الحرب الإسرائيلية على غزة إثر الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وحركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.

وتصاعدت التوترات في الولايات المتحدة والعديد من البلدان الأخرى بسبب استمرار الهجوم الإسرائيلي على غزة، حيث شجب النشطاء المؤيدون للفلسطينيين ما يقولون إنها التكلفة البشرية التي لا تطاق للهجوم العسكري. وأدانت دول الهجوم بينها فرنسا وكندا وألمانيا والإمارات العربية المتحدة، فيما ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بـ “بجرائم مروعة”، بحسب بيان صادر عن المتحدث باسمه. لكن نتنياهو اتهم فرنسا وبريطانيا وكندا الخميس بتشجيع المسلحين، قائلا “إنهم يريدون من إسرائيل أن تتنازل وتقبل بأن ينجو جيش حماس من القتلة الجماعيين ويعيد بناء نفسه ويكرر مذبحة 7 أكتوبر”.

وأكّد الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ أن “الإرهاب والكراهية لن يكسرانا”، مشدّدا على أن “إسرائيل والولايات المتحدة ستبقيان متّحدتين للدفاع عن شعبينا وقيمنا المشتركة”.
تحرير: خالد سلامة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى