ثقافة وفن

التاريخ بحاجة إلى إعادة كتابة وهذه حقيقة لا يمكننا نكرانها

علاء المفرجي
ولد في الموصل يوم 25كانون الأول 1945، ونشأ في محلة رأس الكور، وهي من أقدم المحلات الموصلية، ويقع في داخلها الجامع الأموي، وهو أول جامع بناه العرب المسلمون عند فتحهم للموصل سنة 16هـ وقد دخل الكّتاب في طفولته، وذلك في مسجد عبد الله المكي في محلة المكاوي القريبة من محلة رأس الكور، وبدأ الدراسة الابتدائية في مدرسة أبي تمام الابتدائية للبنين، وأكمل المتوسطة في (المركزية)، أما الإعدادية فقد أتمها في (الشرقية)،والتي تعد من أقدم المدارس الإعدادية في الموصل. قضى شطراً من حياته في (سوق الحنطة) الجديد في باب الطوب بالموصل،حيث كان يعمل جده ووالده ومن هنا جاء لقب الأسرة (العلاف) التي تقابل (العلوه جي) في بغداد. تتلمذ على أساتذة كبار في علومهم ومن المهتمين بتاريخ الموصل وتراثها وتاريخ العراق والحضارة العربية، والتاريخ الحديث والمعاصر منهم: محمد إسماعيل، وغصوب الشيخ عبار، وعبد الرزاق الشماع، وإدريس عبد المجيد الذنون، وهشام سليم الطالب، وعمر محمد الطالب، وشاكر النعمة، وغانم حمودات، وحين التحق بكلية التربية (1964-1965) ببغداد كان من أساتذته فيها كل من: الدكتور زكي صالح، والدكتور فاضل حسين، والدكتور عبد العزيز سليمان نوار (مصري) والدكتور حاتم عبد الصاحب الكعبي والدكتور فيصل الوائلي، والدكتور محسن غياض، والدكتور حسين أمين، والدكتور عبد الله الفياض، والدكتور احمد سعيد حديد، والدكتورة نعيمة حسين الشماع.
وبعد أن تخرج في قسم التاريخ بكلية التربية،جامعة بغداد بدرجة شرف،حيث كان في قسم الشرف الذي يتحمل طلبته مواداً إضافية على أقرانهم في المرحلتين الثالثة والرابعة في الكلية، وعين في 9آذار 1969مدرساً في متوسطة فتح للبنين في الشورة، ثم أصبح مديراً لهذه المتوسطة،وقضى قرابة أربع سنوات في التدريس والإدارة،وبعدها أكمل دراسته العليا في كلية الآداب-جامعة بغداد حيث حصل على شهادة الماجستير سنة 1975 وعلى شهادة الدكتوراه سنة 1980 وكانت رسالته للماجستير بعنوان (ولاية الموصل:دراسة في تطوراتها السياسية 1908-1922)بإشراف الأستاذ الدكتور عبد القادر احمد اليوسف،أما أطروحته للدكتوراه فكانت بعنوان(تطور السياسة التعليمية في العراق 1914-1932)بأشراف الأستاذ الدكتور فاضل حسين،وبعدها عمل فترة عدة أشهر مدرساً في ثانوية بعشيقة بعد انتهائه من نيل شهادة الماجستير، ثم نقل خدماته إلى جامعة الموصل، عين مدرساً مساعداً في كلية الآداب-جامعة الموصل،ثم أكمل دراسته للدكتوراه وشغل منصب مقرر قسم التاريخ فيها لسنوات ثم نقل إلى كلية التربية، ليعين رئيساً لقسم التاريخ فيها بين سنتي 1980و1995،وقد تدرج في الألقاب العلمية حتى نال لقب الأستاذية في 17 تشرين الأول 1991. كان بين سنتي 1995و1997عضواً في مجلس جامعة الموصل، ممثلاً للأساتذة وقد أسهم في أداء دوره علمياً وإدارياً. كما كان عضواً في هيئة تحرير مجلتها (الجامعة) ورئيساً لتحرير العديد من المجلات الأكاديمية ومنها مجلة (أوراق تركية معاصرة) وشغل منصب عضوية مجلات جامعية موصلية أخرى منها مجلة (أوراق موصلية) أصدرها مركز دراسات الموصل، ومجلة (آداب الرافدين) التي أصدرتها كلية الآداب،ومجلة (التربية والعلم)الصادرة عن كلية التربية، وعضو الهيئة الاستشارية لمجلة الدراسات التاريخية والحضارية، الصادرة عن جامعة تكريت.
كما أسهم في تحرير وإدارة عدد من الموسوعات منها عضوية هيئة تحرير (موسوعة الموصل الحضارية) التي أصدرتها جامعة الموصل سنة 1992بخمسة مجلدات،وقد أشرف على الجزئيين الرابع والخامس الخاصين بموضوعات التاريخ الحديث والمعاصر.كما كتب فيهما بحوث دارت حول أوضاع الموصل السياسية والفكرية والاجتماعية. وله إسهامات في لجان جامعية عدة منها:لجنة الدراسات العليا،ولجنة الترقيات العلمية ولجنة التأليف والترجمة ولجنة اختبار صلاحية التدريس للعمل في الجامعة. ونظراً للجهود العلمية والبحثية في مجال تاريخ العراق الحديث والمعاصر،فقد منح وسام المؤرخ العربي من اتحاد المؤرخين العرب في 15تموز 1986،كما حصل على امتياز رعاية الملاكات العلمية للسنتين الدراسيتين 1999-2000و2001-2002،وحصل على أكثر من جائزة تكريمية وشهادة تقديرية من جهات عديدة لجهوده في النشر العلمي وخدمة الوطن والتاريخ. كما شارك في ندوات ومؤتمرات علمية داخل العراق وخارجه كما حرر في موسوعات عديدة منها:الموسوعة الصحفية العربية،وموسوعة التربية الإسلامية التي يصدرها المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية، التابع لمؤسسة آل البيت في المملكة الأردنية الهاشمية.
أشرف على قرابة (45) رسالة ماجستير وأطروحة دكتوراه،كما ناقش المئات منها في مختلف أقسام التاريخ في الجامعات العراقية،وشغل عضوية اللجنة الاستشارية لبيت الحكمة في الموصل،وعضوية اللجنة الاستشارية للثقافة والفنون في الموصل،وغدا رئيساً لجمعية المؤرخين والآثاريين العراقيين فرع نينوى لسنوات،فضلاً عن عضويته في اتحاد المؤرخين العرب ونقابة المعلمين. ألف قرابة (35)كتاباً منشوراً لوحده وبالاشتراك مع عدد من زملائه الباحثين منها:
نشأة الصحافة العربية في الموصل (الموصل،1981) تطور التعليم الوطني في العراق 1914-1932(البصرة، 1982) تاريخ الوطن العربي في العهد العثماني 1516-1916(جامعة الموصل،1983) تاريخ الفكر القومي العربي(بغداد،2001) تاريخ العراق المعاصر(جامعة الموصل،1989)بالاشتراك مع الدكتور جعفر عباس حميدي، قضايا عربية معاصرة،(جامعة الموصل، 1988) بالاشتراك مع نخبة من الباحثين. إيران وتركيا:دراسة في التاريخ الحديث والمعاصر(جامعة الموصل،1992)بالاشتراك مع الدكتور خليل علي مراد، دراسات في فلسفة التاريخ (جامعة الموصل، 1988) بالاشتراك مع نخبة من الباحثين. نشأة الصحافة في الموصل وتطورها 1885-1985(الموصل، 1985)، خارطة التوجهات الإسلامية في تركيا المعاصرة (الموصل،2005).(7) 11- نحن وتركيا: دراسات وبحوث (الموصل 2008) كما أسهم في تأليف بعض الكتب المنهجية الدراسية في المدارس المتوسطة والإعدادية منها:- التاريخ الحديث والمعاصر للصف الثالث المتوسط(1990) التاريخ الحديث والمعاصر للوطن العربي،للصف السادس الإعدادي (1980) وقد أنجز بحوثاً ودراسات أكاديمية في تاريخ العراق الحديث والمعاصر،وصل عددها قرابة (150)بحثاً ودراسة منشورة في مجلات موصلية وعراقية وعربية أكاديمية وثقافية،فضلاً عن انجازه ما ينيف عن (500) مقالة صحفية، وهو مستشار هيئة تحرير جريدة (فتى العراق) الموصلية المؤسسة منذ سنة 1934، والتي لا تزال تصدر في الموصل و ما يزال يكتب فيها بالموضوعات التاريخية والثقافية والتراثية التي تؤرخ لأحداث الموصل والعراق المهمة، وقد حضر قرابة (100) مؤتمر وندوة علمية داخل العراق وخارجه.(8) وله إسهامات علمية وبحثية ومقالات منشورة في العديد من المواقع الألكترونية وعلى الشبكة الدولية (الانترنت)، فضلاً عن موقعه الخاص الذي ينشر فيه نتاجاته البحثية عن مؤرخي العراق وجهودهم العلم
حدثنا عن طفولتك ونشأتك، والمراجع التي والمصادر التي اثرت في ميلك نحو التاريخ، وكذلك الأمكنة وخاصة الموصل العظيمة؟
– ولدت في يوم 25من كانون الأول سنة 1945 في محلة رأس الكور في مدينة الموصل. ومحلة رأس الكور من محلات الموصل القديمة والعريقة فهي أصل المدينة وقريبا منها قلعة الموصل التي تسمى قليعات وتقع قبالة مدينة نينوى عاصمة الإمبراطورية الاشورية والموصل القديمة عمرها 10 الاف سنة وهي مدين آشورية او بالأحرى حصنا آشوريا دفاعيا يقع في غرب الموصل وعلى الجهة اليمنى من نهر دجلة الخالد. دخلت مدرسة ابي تمام الابتدائية للبنين وكان فيها معلمون كل واحد منهم كان مدرسة قائمة بذاتها وبعدها في المتوسطة المركزية ثم الثانوية الشرقية وهي أيضا من أقدم المدارس الثانوية في العراق. وسبب ميلي الى التاريخ هو ان والدي كان قارئا نهما وكانت لديه مكتبة جيدة قرأت كثيرا من كتبها ومنها كتب للدكتور طه حسين والأستاذ احمد أمين والأستاذ مصطفى صادق الرافعي وكان والدي عضوا في حزب الاستقلال بزعامة الشيخ محمد مهدي كبة وهو حزب عروبي قومي تأسس سنة 1946 وله فرع في الموصل. في محلتي رأس الكور التي ولدت فيها كان هناك اقدم جامع في العراق وفي الموصل وهو المسجد الجامع بني عندما فتحت الموصل في عهد الخليفة عمر بن الخطاب سنة 16 هجرية -637 ميلادية ويسمى اليوم (جامع المصفي) نسبة الى من عمره وهو محمد مصطفى مصفي الذهب.
كيف ترى دور المؤرخ في المجتمع المعاصر، خصوصاً في العالم العربي؟
المؤرخ كما اراه ركن أساس من اركان المجتمع المعاصر فالجذور مهمة والتاريخ هو الماضي البشري أي الجذور وهو الذاكرة والدولة او الامة او المجتمع لا يمكن ان يتقدم الا اذا ارتكز على قاعدة ومرجعية تؤهله للانطلاق نحن المستقبل لذلك فإن دراسة التاريخ وفهمه فهما صحيحا وكتابته كتابة علمية تساعدنا في مواجهة المستقبل وبناء الأجيال والحمد لله ومنذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة سنة 1921 حظي التاريخ بإهتمام الدولة ووضعت كتب مهمة للمدارس توثق لتاريخنا القديم والإسلامي والحديث واستطيع القول ان الدول العربية والعالم العربي انشغل ومنذ 100 سنة بكتابة التاريخ وتدوينه وتقديمه للأجيال بطريقة علمية وتربوية ولا ننكر اننا قد نشهد محاولات للتزييف لكن اعتقد انها محدودة وتأثيرها غير فاعل ومن السهولة كشفها وتوضيح ابعادها ومخاطرها وقد كتبت في هذا مقال بعنوان (مضار التاريخ) وضحت فيه كيف يستخدم التاريخ للتشويه والانحراف والتزييف مما يتطلب منا وعيا وجهدا لكشف ذلك للأجيال.
ما أبرز المحطات التاريخية التي تعتقد أنها لم تُنصف في التأريخ العراقي؟
– اعتقد ان من المحطات التي لم تحظ بالاهتمام هي الفترة التي اسميها انا بالفترة المظلومة او ما يسمونها بالفترة المظلة والتي التي أعقبت سيطرة المغول على بغداد سنة 1258 م وحتى بدء السيطرة العثمانية في النصف الأول من القرن السادس عشر. أيضا لدينا فترة تكوين العراق المعاصر أي فترة تأسيس الدولة العراقية الحديثة ودور الملك فيصل الأول ومن عمل معه بحاجة الى اهتمام. انا اختلف مع كثيرين ممن يرون ان تاريخ العراق الحديث والمعاصر قد كتب كله أقول ان ما كتب كان افقيا ونحن بحاجة الى ان نكتبه عموديا أي لابد ان نبحث عن الجذور وما كتب نعم قدم (فرشة) افقية لكن التاريخ العراقي الحديث والمعاصر بحاجة الى دراسات سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية مُعمقة وبطريقة عمودية.
ما الفرق بين كتابة التاريخ الأكاديمي وكتابة التاريخ الشعبي أو الإعلامي؟
– التاريخ يكتب على مستويات فما يكتب لتلميذ في الابتدائية لا يمكن ان يكون مشابها لما يكتب لطلبة الجامعة او الدراسات العليا وما يكتب للناس وللشعب لأغراض الاعتزاز بدروس التاريخ وعبره غير ما يكتب اكاديميا كرسائل ماجستير او اطروحة دكتوراه. اقصد الاختلاف في الطرح والمدخل والاسلوب واستخلاص الدروس. انا مع التاريخ الشعبي وانا منذ 50 سنة ارفع شعار الاهتمام بما اسميه التاريخ المحلي ان نكتب عن قرانا عن مدننا عن رموزنا عن عاداتنا عن قيمنا عن مؤسساتنا عن عشائرنا عن جوامعنا عن كنائسنا وهكذا فلكل شيء تاريخ للسياسية تاريخ وللاقتصاد تاريخ وللفن تاريخ وللعمارة تاريخ وهكذا الفرق يكون في الاسلوب اسلوب الطرح وطريقة عرض المعلومات لكن المادة واحدة.
كيف تقيّم تأثير الاحتلال الأميركي للعراق في 2003 في كتابة التاريخ العراقي؟
– نعم الاحتلال الأمريكي للعراق سنة 2003 أثر على كتابة التاريخ كما إثر على اللغة العربية مثلا واساء لها، وعلى القيم وعلى المؤسسات. المحتلون الامريكان حرصوا على ابعاد الشعب عن كل ما يجعلهم يشعرون بالاعتزاز بأنفسهم وبدورهم في الحضارة الإنسانية. حاولوا تخريب المؤسسات الاثارية والوثائقية والعلمية والإعلامية والاتيان بأنماط جديدة واندفعوا يكتبون التاريخ على هواهم ووفق مشروعهم الشرق اوسطي الجديد وعملوا على بذل الأموال من اجل ان يستأجروا من يزيف التاريخ وينشر الكراهية بين أبناء الشعب الواحد نشروا الطائفية والمذهبية والعنصرية وراح بعض من استأجروه يزين للناس ان ما قام به الامريكان (تحرير) وللأسف انساق البعض وراء ذلك والبعض قلة لكن العراقيين سرعان ما انتبهوا فأوقفوا النهب والسلب والتخريب وتدمير المتاحف وسرقتها واعادوا الإذاعة إذاعة جمهورية العراق واعادوا وكالة الانباء العراقية واعادوا الجامعات واعادوا دائرة الشؤون الثقافية العامة واعادوا مجلات (الأقلام) و(المورد) و(التراث الشعبي) واهتموا بالشعر الشعبي واعدوا الاهتمام برموز الفكر والثقافة والشعر والفن ورفضوا كل ما يوحي بوجود الاحتلال وهاهم ينجزون الرسائل والاطروحات وخاصة في مجال كتابة التاريخ بكل حرية وشجاعة ووطنية وهذا مما يفرح حقا. اليوم يكتبون التاريخ وفق رؤية المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة بأجيالها المتعاقبة وانا من الجيل الثاني مؤكدين العودة الى المصادر والمراجع والتهميش والتنصيص والتحليل وعدم تبني فرضيات ورؤى بل المزاوجة بين التوجهات ووفق الموضوع يعني الابتعاد عن الأحادية في التفسير
ما رأيك في محاولات “إعادة كتابة التاريخ” بعد سقوط النظام السابق؟
– التاريخ دائما بحاجة الى إعادة كتابة هذه حقيقة لا يمكنني لا انا ولا غيري نكرانها ولكن متى تتم إعادة كتابة التاريخ؟ أقول تتم إعادة كتابة التاريخ في حالتين الأولى ظهور مصادر ووثائق جديدة تغير من وجهات النظر حول الموضوع اقصد الموضوع التاريخي والحالة الثانية عندما تتوفر لدينا وجهة نظر او تفسير جديد للموضوع التاريخي.
كيف ترى الهوية الوطنية العراقية في ظل التحديات السياسية والطائفية الحالية؟
– الهوية الوطنية العراقية اراها بخير والعراقيون يحبون وطنهم ويعملون من اجل قوته ووحدته ولا يمكن ان يفهموا ابدا اية فكرة لتقسيمه وهذه حقيقة أقول عندما طالبت تركيا بولاية الموصل (الموصل –أربيل –كركوك –السليمانية) بعد انتهاء الحرب العظمى 1914-1918 بحجة ان الإنكليز احتلوها بعد اعلان الهدنة وقف الموصليون جميعا ضد هذه المطالب واكدوا وامام لجنة عصبة الأمم التي جاءت لتحقق في الامر صيرورة ولاية الموصل جزءا من الدولة العراقية الحديثة. واليوم فشلن كل المحاولات الطائفية والمذهبية والعرقية في إيجاد ثلمة في جدار العراق الموحد بالرغم من وجود تحديات خطيرة.
هل تغيّر دور الجامعات في إنتاج المعرفة التاريخية في العراق عبر العقود؟
– الجامعات من وظيفتها انتاج المعرفة التاريخية وبالعكس توسعت الجامعات وازدادت وازداد الاهتمام بالدراسات التاريخية. نعم قد تتباين المستويات وهذا موجود في كل جامعات الدنيا لكن المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة مدرسة جادة ورصينة ومنتجة وشجاعة وهي تقدم في كل يوم جديدا
ما أهمية التوثيق والأرشفة في الحفاظ على الذاكرة الوطنية؟ وهل لدينا مؤسسات كافية لذلك؟
هناك قاعدة ذهبية تقول: “لا تاريخ بلا مصادر” فالتوثيق مهم والتدوين مهم وجمع الارشيفات مهم وانشاء مراكز الوثائق مسؤولية ليست علمية بل وطنية وأقول ان دار الكتب والوثائق الوطنية في العراق تقوم بواجباتها في هذا المجال وهي تسعى بجد لاعادة ما نهب من وثائقنا ونقل الى الولايات المتحدة الامريكية بعد الاحتلال وقد كتبت في هذا اكثر من مرة والقيت في دار الكتب والوثائق محاضرة عامة بهذا الاتجاه.
هل تعتقد أن المناهج الدراسية العراقية تنصف تاريخ العراق بكل تنوعه؟
المناهج الدراسية العراقية تحتاج الى إعادة نظر على ان تقوم بذلك لجان علمية وطنية وقومية متخصصة تؤكد على التنوع ولكن ضمن الوحدة وحدة العراق.
من هم المؤرخون أو المفكرون الذين أثروا في مسيرتك أكثر من غيرهم؟
كثيرون منهم استاذي في البكالوريوس المرحوم الأستاذ الدكتور زكي صالح واستاذي في الماجستير الأستاذ الدكتور عبد القادر احمد اليوسف واستاذي في الدكتوراه الأستاذ الدكتور فاضل حسين فضلا عن أساتذة درسوني منهم الدكتور فيصل الوائلي والأستاذ الدكتور عبد العزيز نوار (مصر) والأستاذ الدكتور حاتم الكعبي والأستاذ الدكتور جواد علي.
ما هي كتبك أو أبحاثك الأقرب إلى قلبك ولماذا؟
– لي 70 كتابا منشورا منها كتب اعددتها مع أساتذة اخرين للصف الثالث المتوسط والسادس الادبي الاعدادي وهي عن تاريخ الوطن العربي في العهد العثماني. اول كتاب نشرته سنة 1982 عن (نشأة الصحافة العربية المعاصرة) 1983وكتابي (تاريخ الوطن العربي العثماني 1516-1916) وهو كتاب منهجي ما يزال يدرس في اقسام التاريخ في الجامعات العراقية وبعض اقسام التاريخ في الجامعات العربية
رأيك في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة لنشر الوعي التاريخي؟
– انا منذ سنة 2002 كان لدي انترنت في بيتي من خلال شركة اوروك وعبر المودم والتلفون وانا رئيس اتحاد كتاب الانترنت العراقيين وقد حضرت مؤتمرات تأسيسية منذ سنوات بعيدة بهدف تقوية الثقافة الرقمية في العراق وتشجيع النشر الالكتروني واحد الصحفيين في احدى الصحف المهمة سماني (شيخ الفيسبوكيين العراقيين) ورائد التدوين طبعا مدونتي مدونة الدكتور إبراهيم العلاف يرتادها اكثر من 3 مليون وفي الفيسبوك صفحتي تحمل الشارة المائية الزرقاء وانا من أوائل من ينشر ويشجع الكترونيا الباحثين على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي واجدها مهمة جدا في نشر الثقافة التاريخية والوعي التاريخ واشجع أصدقائي على ان يكتبوا عن انفسهم واهليهم ومدنهم وقراهم وأقول اريد ان اجعل التاريخ علما شعبيا والحمد لله نجحت في هذا واجده في من يتابعني ويتواصل معي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى