بغداد اليوم – بغداد
في وقت تتسارع فيه وتيرة الأحداث بالمنطقة، ويزداد الحديث عن مواجهة محتملة بين واشنطن وطهران، يُحذّر مراقبون من أن العراق سيكون أول من يدفع ثمن انهيار التهدئة، وقد يتحوّل من ساحة نفوذ إلى ساحة اشتباك مباشر لا تُجدي فيها حسابات الحياد.
أستاذ العلوم السياسية خالد العرداوي قال، في تصريح لـ”بغداد اليوم”، إن “مسار التفاوض بين الولايات المتحدة وإيران، الذي يتم بوساطة عمانية، هو الذي سيحدد مآلات الموقف الإقليمي، وقد تكون جولة يوم الأحد المقبل حاسمة في ترجيح كفة التهدئة أو الانفجار”.
وأضاف أنه “في حال فشل المفاوضات وانغلاق الأفق أمام الحلول الدبلوماسية، فإن الخيار العسكري سيتقدم، وسيضع العراق في قلب العاصفة، ليكون أول ساحة مشتعلة في أي حرب إقليمية محتملة”.
وبيّن أن “الفصائل العراقية المقرّبة من طهران لن تبقى على الحياد، بل ستنخرط في الصراع إلى جانب إيران، حتى لو رفضت الحكومة العراقية ذلك”، محذّراً من أن “الحكومة لا تمتلك الإمكانات الكافية لمنع هذه الفصائل من التحرك ضد المصالح الأمريكية داخل العراق وخارجه”.
وأشار إلى أن “ذلك سيُعرّض سيادة العراق ومصالحه الوطنية لخطر كبير، خاصة مع احتمالية رد أمريكي واسع ضد المواقع التي يُعتقد أنها تنطلق منها الهجمات، مما يهدد بتحويل الأراضي العراقية إلى ساحة حرب مفتوحة”.
ومع اقتراب ساعة الحقيقة، يبقى العراق عالقاً بين إرادة حكومة تحاول تجنيب البلاد ويلات الحرب، وواقع معقّد تفرضه الفصائل، وإذا ما اشتعلت الشرارة، فلن تبقى بغداد بمنأى عن النيران التي قد تمتد إلى عمقها، وتجعلها أول المتضررين من حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل.
المصدر: بغداد اليوم + وكالات
