ثقافة وفن

مثققون إيرانيون معارضون ينددون بالعدوان الإسرائيلي

متابعة المدى
أصدر عدد من المثقفين الإيرانيين المعارضين بيانًا أدانوا فيه الهجوم الإسرائيلي على بلادهم، وعبّروا عن دعمهم للقوات العسكرية الإيرانية في الدفاع عنها أمام القوى المهيمنة، وجرائم النظام الإسرائيلي “الزائف والدموي، بمؤامراته المتتالية” التي تهدد الدول المستقلة.
واعتبر المثقفون أن التهديد الحالي هو نتاج “ضعف الإدارة والاستبداد والفساد والنفوذ الداخلي” مما أدى، من خلال إضعاف ثقة الجمهور إلى “تآكل رأس المال الاجتماعي للأمة الإيرانية”.
وبحسب البيان الصادر، الذي حصلت ” المدى ” على نسخة منه، أكد الموقعون أن “إيران وطننا. ترابنا. هويتنا. أي انتقاد أو خلاف بيننا وبين الحكومة هو شأن داخلي”، وأضافوا أنه عندما يتعلق الأمر بعدو خارجي “يكون لنا جميعًا صوت واحد؛ صوت المقاومة”.
أشار الموقعون إلى أن أي انتقاد أو خلاف بيننا وبين الحكومة الإيرانية هو شأن داخلي
وقال البيان: “العدو لا يقاتل بالسلاح فقط، بل يخترع الأكاذيب، ويستهدف الأفكار، ويستهدف روح الأمة. علينا أن نكون يقظين، ونعترف بالحقيقة، ونسكت عن الشائعات، ونساند المتضررين، ونقرب القلوب. اليوم، أكثر من أي وقت مضى، التضامن الوطني هو السبيل لتجاوز هذه الظلمة”.
ووجه الموقعون رسائلهم إلى النظام الإيراني قائلين “في هذا الطريق الصعب، يتطلع الجميع إلى حكمة وبصيرة صانعي القرار في البلاد. التوقع السائد هو أن يُرسم طريق المستقبل بالاعتماد على العقلانية، والحفاظ على الكرامة الوطنية، وتجنب الانفعالات. إن الخيار بين الحرب أو التفاوض، أيهما كان، إذا ما اقترن بموازنة المصالح الوطنية ومصالح الشعب وقوة البلاد الحقيقية، كفيلٌ بتمهيد الطريق للأمن والاستقرار ومستقبل مشرق لإيران”.. اعتبر البيان أن التهديد الحالي هو نتاج ضعف الإدارة والاستبداد والفساد والنفوذ الداخلي
ودعا البيان السلطة الإيرانية إلى تقدير “هذا الشعب الصبور” الذي هو “ركيزة إيران الصلبة”، مطالباً بالتحدث إليه بلغة الكرامة، ووضع الفرقة جانبًا “لا تُبعدوا المنتقدين. المتملقون أساس التسلط؛ أما المنتقدون المتعاطفون فهم ركائز الأمن. إذا كانت الوحدة سر النصر، فعلى الحكام أن يبادروا بها. تقبلوا تنوع الأمة، واستغلوا جميع الطاقات الاجتماعية لإنقاذ إيران. بالإضافة إلى ذلك، فإن تعزيز الدبلوماسية والاستفادة من القدرة على الحوار مع العالم يمكن أن يكون وسيلة ذكية لتعزيز الموقف الوطني وتجاوز الأزمة”.
وفي مقابلة خاصة مع الأكاديمي والمفكر الإيراني الأميركي، حميد دباشي نشرتها صحيفة “العربي الجديد”، اعتبر أن الهجوم الإسرائيلي على إيران تشتيتٌ إسرائيليٌّ عن الإبادة الفلسطينية، وقال إن إسرائيل تواجه الآن الروح التي لا تقهر لحضارة قديمة واعية بذكرياتها منذ غزو الإسكندر، وأن هذا “العمل الدنيء” سيغيّر وجه منطقتنا تمامًا في الاتجاه المعاكس لما خططه الصهاينة.
واستبعد دباشي سقوط النظام في إيران رغم أن الدولة مثل القنفذ الذي فقد أشواكه الدفاعية بحسب وصفه، لكنها ستدافع عن نفسها بكل قوة. وهاجم أستاذ الدراسات الإيرانية والأدب المقارن في جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك وسائل الإعلام في الولايات المتحدة وأوروبا خصوصًا النيويورك تايمز التي يصف غرف الأخبار فيها بـ”أخطر آلة أيديولوجية” ويرى فيها امتدادًا للدعاية الإسرائيليّة (الهاسباراه) “.
واضاف دابشي: ” انضممتُ اليوم إلى لائحة من كبار المثقفين الإيرانيين المعارضين المقيمين داخل إيران أو خارجها، مُوقّعين على وثيقة دعمٍ واضحةٍ لا لبس فيها للدفاع عن وحدة أراضي وطننا. إن خلافنا الجوهري مع النظام الحاكم لا علاقة له إطلاقاً بالدفاع عن وطننا والإدانة المُدوية للصهاينة المُجرمين الذين يقودون حملةً عسكريةً ضد بلدنا لصرف الانتباه عن أعمالهم الإجرامية في فلسطين.
لسنا وحدنا. يكتب السجناء السياسيون من داخل زنزانات الجمهورية الإسلامية رسائلَ عامةً يدافعون فيها عن سيادة وطننا ويدينون إسرائيل. إيران وطننا. إنه ملكٌ لكل مواطن إيراني. لا يملك النظام الحاكم في إيران ولا الملكيون المُتخلفون من الخارج أي حقٍّ شرعيٍّ أو كاملٍ في وطننا. صراعنا هو صراعٌ داخليٌّ بين إخوةٍ وأخواتٍ ذوي رؤى مُختلفةٍ لبلدنا. أُفضّل أن أرى إيران تُعاني تحت وطأةِ الاستبداد الفاسد للنظام الإسلامي الحاكم على أن تُدمَّر تحت القنابل الإسرائيلية. لا مجال للمقارنة. أدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، واستئناف الحوار الدبلوماسي لإيجاد حل عادل ومنصف وهادف لقضية البرنامج النووي الإيراني. نحن بحاجة إلى نزع سلاح نووي إقليمي يشمل إسرائيل التي تعتمد، بوقاحة سافرة، على قنابلها النووية لترسيخ تفوقها العسكري في المنطقة. وإيران، كغيرها من الدول، لها الحق في امتلاك برنامج نووي سلمي.
ووقع على البيان كلّ من الباحثين والأكاديميين مسعود أدیب، وحسن یوسفي أشكوري، وعبد العلي بازركان، ورضا حاجي، وحمید دباشي، وسروش دباغ، وعبد الكريم سروش، وحسن فرشتیان، وعلي قدسي، وحسین كاجي، ومحسن كدیور، ومحمد تقي كروبي، وحسین كمالي، وداریوش محمد بور، ویاسر میردامادي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى